المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق)
Palestinian Human Rights Organization (Rights) - PHRO
Member: Euro – Mediterranean Human Rights Network (EMHRN)
Member: International Federation for Human Rights (FIDH)

 

بيروت في 14 أيلول 2005

"يؤمن بالله" ويحرض على قتل البشر

طالعتنا الصحف صبيحة هذا اليوم بخبر عودة حزب "حراس الارز" إلى الحياة السياسية طارحاً من خلال مؤتمر صحفي برنامجه القديم الجديد تحت عنوان "لبنان الجديد"، مطالبين ... بناء جيش جبار يؤمن بالله ... حتى هنا والخبر عادي، لكن ما يثير الاستغراب والتعجب هو عناوين هذا البرنامج وأبرزها "إبعاد الفلسطينيين والغرباء نهائيا ومصادرة أملاكهم" على ما صرّح عضو في هيئة قيادة الحزب المذكور أثناء المؤتمر الصحفي الذي تم على هامشه توزيع قرص مدمج يتضمن " قناعات الحزب" وشعاراته التي منها "على كل لبناني أن يقتل فلسطينيا"!!

إنّ المنظمة الفلسطينية لحقوق الانسان (حقوق) إذ تدين هذه التصريحات العنصرية، تعتبر أن رفع مثل هذه الشعارات إنمّا تستهدف النيل من المحاولات الجدية لتحسين العلاقات بين الشعبين اللبناني والفلسطيني لا سيما تلك التي تبدت في الآونة الأخيرة على غير صعيد، وترى فيها محاولة مكشوفة لضرب أي حوار جدي ينظم العلاقة اللبنانية الفلسطينية من خلال استفزاز المتطرفين في الجهة المقابلة، عبر استخدام عبارات وشعارات عنصرية مقيتة تتنافى وكل القيم والمبادىء السماوية والشرائع والقوانين الدولية التي توافق الجميع على احترامها. لذا تدعو المنظمة جميع القوى والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني في لبنان لإدانة التصريحات العنصرية التي أدلى بها مسؤولي هذا الحزب وإلى رفض هذا المنطق المهين للفلسطيني وللبناني على حد سواء وتطالب لجنة حقوق الإنسان النيابية بتحديد موقف واضح من العبارات العنصرية التي وردت أثناء المؤتمر الصحفي.

إنّ إثارة الغرائز وتحريك النزعات العنصرية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان والمنطقة، يشكل استعادة لمرحلة توافق اللبنانيون والفلسطينيون على تجاوزها (بما لها وما عليها) لما فيه مصلحة الطرفين، الأمر الذي يدعونا للتحذير والتنبيه من خطورة إعادة هذا الحزب إنتاج نفسه على أساس عنصري، مستخدماً الوجود الفلسطيني (باعتباره الجهة الأضعف في لبنان) وسيلة لتحصيل مكاسب سياسية ضيقة. إنّنا في هذه المناسبة نود التذكير بأنّ هذا الخطاب العنصري يشكل تحريضاً لإرتكاب جرائم ضد الإنسانية معاقب عليها امام المحكمة الجنائية الدولية، لذلك ندعو الحزب المذكور لمراجعة خطابه بما يتلائم وروح العصر، وإلى اعتماد لغة الحوار البنّاء تُحترم فيه حقوق الإنسان والذي من شأنه إيجاد صيغة مشتركة للخروج بحلول عملية لجميع الاطراف.

المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان

(حقوق)